{أَفَمِنْ هذا الحديث} أي القرآنِ {تَعْجَبُونَ} إنكاراً {وَتَضْحَكُونَ} استهزاءً مع كونِه أبعدَ شيءٍ من ذلكَ {وَلاَ تَبْكُونَ} حُزناً على ما فرَّطُّتم في شأنِه وخوفاً من أنْ يَحيقَ بكُم ما حاقَ بالأممِ المذكورةِ {وَأَنتُمْ سامدون} أي لاهونَ أو مستكبرونَ من سَمد البعيرُ إذا رفعَ رأسَهُ أو مغنونَ لتشغَلوا النَّاسَ عن استماعِه من السمودِ بمَعْنى الغناءِ على لغةِ حِميرَ أو خاشعونَ جامدونَ من السمودِ بمَعْنى الجمودِ والخشوعِ كما في قولِ مَنْ قالَ:رَمَى الحِدْثانُ نِسْوةَ آلِ سَعْد *** بمقْدَارٍ سَمَدْنَ لَهُ سُمُوداًفردَّ شعورَهُنَّ السودَ بِيْضَاً *** وردَّ وجوهُنَّ البيضَ سُوداًوالجملةُ حالٌ مِنْ فاعلِ لا تبكونَ خَلاَ أنَّ مضمونَها على الوجهِ الأخيرِ قيدٌ للنفيِّ والإنكارُ واردٌ على نَفي البكاءِ والسمودِ معاً، وعلى الوجوهِ الأُولِ قيدٌ للنفي والإنكارُ متوجهٌ إلى نفي البكاءِ ووجودِ السمودِ والأولُ أوفَى بحقِّ المقامِ فتدبرْ. والفاءُ في قولِه تعالى {فاسجدوا لِلَّهِ واعبدوا} لترتيبِ الأمرِ أو موجبهِ على ما تقررَ من بُطلانِ مقابلةِ القرآنِ بالإنكارِ والاستهزاءِ ووجوبِ تلقيهِ بالإيمانِ مع كمالِ الخضوعِ والخشوعِ أي وإذَا كانَ الأمرُ كذلِكَ فاسجدُوا لله الذي أنزلَهُ واعبدُوه.عن النبيِّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: «مَنْ قرأَ سورةَ والنجمِ أعطاهُ الله تعالَى عشرَ حسناتَ بعددِ منْ صدَّقَ بمحمدٍ وجحدَ به بمكةَ شرَّفها الله تعالَى».